Loading...
رئيس مجلس الإدارة
د.حاتم صادق

المصرى اون لاينبوابة خبرية متخصصة

رئيس التحرير
قدري الحجار

معنى الصلاة الواردة في قوله تعالى: ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾

السبت 18 أكتوبر 2025   4:54:02

المراد بقول الله تعالى ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ ليس مطلق الدعاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأي دعاء، وإنما هو معنًى مخصوصٌ يظهر في السؤال والطلب من الله تعالى أن يتولى الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم، كـقولنا: "اللهم صلِّ على سيدنا محمد" أو صلَّى الله على سيدنا محمد" أو ما يُشبه ذلك؛ تعظيمًا لشأنه وقضاء لحقه ووفاء بمكافأته وزيادة في صلاة المولى الكريم عليه فهي دائمة بدوام مُلك الله.


أقوال العلماء في المراد بصفة الصلاة على النبي المأمور بها

على إثبات أن صفة الصلاة على النبي المأمور بها ما هي إلا الطلب والسؤال تواردت نصوص الصحابة والعلماء بيانًا وتعليمًا وتلقينًا.

فعن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون، لعل ذلك يُعرض عليه، قال -أي: الأسود-: فقالوا له: فعلمنا، قال: قولوا: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَاتَكَ، وَرَحْمَتَكَ، وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا، يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» أخرجه ابن ماجه، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبيهقي في "شُعَب الإيمان".

وقال الشيخ ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص: 162، ط. دار العروبة، الكويت): [الصلاة المأمور بها فيها هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته.. فهي تتضمن الخبر والطلب] اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (11/ 156): [وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى، والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة] اهـ.

ثم نقل بعده قول الإمام الحليمي: [المراد بقوله تعالى ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ﴾: ادعوا ربكم بالصلاة عليه] اهـ، وهو ما اعتمده جماعة من شراح الحديث، كالإمام شهاب الدين القسطلاني في "المواهب اللدنية" (2/ 650، ط. المكتبة التوفيقية)، والعلامة محمد الأمير الصنعاني في "التحبير" (4/ 301، ط. مكتبة الرشد).




تواصل معنا